لا توجد ديمقراطية.. نعم لا توجد ديمقراطية حقيقية كاملة بالتعريف الشمولي الدولي في دولة من دول العالم، وعلى من ينادي فيها أن يتمهل ويتلفت حواليه بتمعن وبعين صادقة ويكف عن العزف على وتر مكسور. فبعد الربيع العربي، الذي أسماه من عرفه حقيقة بـ«الانحطاط العربي»، تفتحت علينا أبواب كبيرة كانت أبوابا للمعاناة ولكنها تحولت اليوم للبعض إلى نعمة جديدة وهي نعمة الحاجة والمعاناة التي دفعتهم إلى بعد آخر من الإبداع!
قد يقرأ سطوري البعض ويقول ما المقصود بنعمة المعاناة؟ وكيف أجرؤ على أن أسمي الحاجة والمعاناة نعمة؟ وما الذي أريد أن أصل إليه؟
دعوني ألفت نظركم لنوع من الديمقراطية جديد يتشكل بصمت لا فرق فيه بين ابن غفير أو ابن وزير بالحقوق! وهو الديمقراطية السبرالية.. ففيها يتساوى الكل ولا يتقدم فيها إلا من لديه الكفاءة من الإبداع والخلق والحاجة التي هي أمّ الاختراع.. والغريب أن أكبر نسب المعرفة الرقمية موجودة اليوم بأقل دول العالم حظاً وأكثرها فقراً.. فهي معادلة محكومة بكل سبل المساواة والحاجة والمعاناة التي أصبحت اليوم المحرك الأول لها.. ولكن إلى أين يمكن أن تأخذنا هذه المعرفة الرقمية في الديمقراطية وفي التعليم مثلاً؟ وهل لك أن تبني ديمقراطية في مجتمع جاهل؟ وما النتيجة التي ستحصل عليها إذا أعطيت جاهلا ديمقراطية؟ وما هو دور الاقتصادي ومن ثم السياسي في خلق مستقبل الشعوب لبناء الديمقراطيات؟
شبه الدكتور طلال أبوغزالة في محاضرة له أن ما مرت به المنطقة العربية من «انحطاط عربي»، كما أسماه، هو شبيه بالعصور السوداء التي مرت بها أوروبا وبريطانيا على مدى 80 عاما، ولكننا نحن الشعوب العربية، حسب رأيه، لطف الله بنا وسنخرج من أزمتنا في ٢٠٢٠، أي بعد 10 أعوام من بداية «الربيع العربي»، إلى زمن ثورة نهضوية ستجعل من دول المنطقة العربية في مركز ريادي إقليمي وعالمي يقرر في سياسات العالم مستقبلاً.. ويرجع ذلك الدكتور أبوغزالة إلى الثورة الرقمية بالمنطقة التي ستجبر الحكومات على التحول لحكومات رقمية تلغي من خلالها المحسوبية والواسطة وأي شكل من أشكال الفساد، ونظام «أبشر» الذي طبقته المملكة هو خير مثال على هذه التجارب اليوم.. فالثورة الرقمية هي التي ستخلق الديمقراطية بين الشعوب.
كل ما يستطيع العقل البشري أن يتخيله هو حقيقة قابلة للتنفيذ، وكل ما يتطلبه هذا العقل هو القدرة على امتلاك أدوات الإبداع وكيفية الابتكار.. فدعونا نعين شبابنا على التعليم المعرفي قبل أن تقفل أمريكا 80% من مواقع جامعاتها في عام ٢٠٣٠، لأنها في طريقها للتحول للتعليم الرقمي.
* كاتبة سعودية
WwaaffaaA@
قد يقرأ سطوري البعض ويقول ما المقصود بنعمة المعاناة؟ وكيف أجرؤ على أن أسمي الحاجة والمعاناة نعمة؟ وما الذي أريد أن أصل إليه؟
دعوني ألفت نظركم لنوع من الديمقراطية جديد يتشكل بصمت لا فرق فيه بين ابن غفير أو ابن وزير بالحقوق! وهو الديمقراطية السبرالية.. ففيها يتساوى الكل ولا يتقدم فيها إلا من لديه الكفاءة من الإبداع والخلق والحاجة التي هي أمّ الاختراع.. والغريب أن أكبر نسب المعرفة الرقمية موجودة اليوم بأقل دول العالم حظاً وأكثرها فقراً.. فهي معادلة محكومة بكل سبل المساواة والحاجة والمعاناة التي أصبحت اليوم المحرك الأول لها.. ولكن إلى أين يمكن أن تأخذنا هذه المعرفة الرقمية في الديمقراطية وفي التعليم مثلاً؟ وهل لك أن تبني ديمقراطية في مجتمع جاهل؟ وما النتيجة التي ستحصل عليها إذا أعطيت جاهلا ديمقراطية؟ وما هو دور الاقتصادي ومن ثم السياسي في خلق مستقبل الشعوب لبناء الديمقراطيات؟
شبه الدكتور طلال أبوغزالة في محاضرة له أن ما مرت به المنطقة العربية من «انحطاط عربي»، كما أسماه، هو شبيه بالعصور السوداء التي مرت بها أوروبا وبريطانيا على مدى 80 عاما، ولكننا نحن الشعوب العربية، حسب رأيه، لطف الله بنا وسنخرج من أزمتنا في ٢٠٢٠، أي بعد 10 أعوام من بداية «الربيع العربي»، إلى زمن ثورة نهضوية ستجعل من دول المنطقة العربية في مركز ريادي إقليمي وعالمي يقرر في سياسات العالم مستقبلاً.. ويرجع ذلك الدكتور أبوغزالة إلى الثورة الرقمية بالمنطقة التي ستجبر الحكومات على التحول لحكومات رقمية تلغي من خلالها المحسوبية والواسطة وأي شكل من أشكال الفساد، ونظام «أبشر» الذي طبقته المملكة هو خير مثال على هذه التجارب اليوم.. فالثورة الرقمية هي التي ستخلق الديمقراطية بين الشعوب.
كل ما يستطيع العقل البشري أن يتخيله هو حقيقة قابلة للتنفيذ، وكل ما يتطلبه هذا العقل هو القدرة على امتلاك أدوات الإبداع وكيفية الابتكار.. فدعونا نعين شبابنا على التعليم المعرفي قبل أن تقفل أمريكا 80% من مواقع جامعاتها في عام ٢٠٣٠، لأنها في طريقها للتحول للتعليم الرقمي.
* كاتبة سعودية
WwaaffaaA@